هو الوزر المأمول في كل خطة * وإن لم ينج الهالكون به فمن (1) عليهم صلاة الله ما لاح كوكب * وما هب ممراض النسيم على فنن (2) الليث الهصور (3)، والبطل المنصور، والسيف البتور، والسيد الوقور، والبحر المسجور، والعلم المنشور، والعباب الزاخر الخضم، والطود الشاهق الأشم، وساقي المؤمنين من الحوض بالأوفى والأتم، المجتبى المرتضى، الذي هو في الدنيا والآخرة إمام سيد، وفي ذات الله سبحانه وإقامة دينه قوي أيد، مؤازر الرسول ومؤاخيه وقرة عينه، صنو أبيه وابن عمه، ووارث مدينة علمه، المشرف بمزية (من كنت مولاه فعلي مولاه) والمؤيد بدعوة (اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه) الضيغم المهصاد (4)، أسد الله الكرار، أبو الأئمة الأطهار.
فكم كشف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كربة وبؤس، حتى شرفه بقوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى).
وكم ذب عنه من غمة وكربي، حتى أنزل الله تعالى فيه وفي أولاده * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (5) فتوفر بها حظهم من أقسام العلى توفيرا، وزادهم شرفا ورفعة بين الأنام ووقرهم توقيرا، كما أنزل فيهم * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (6) فهو السابق إلى كل منقبة وفضيلة على أرباب (7)، والفائز من الحضرة النبوية بكرامة الأخوة