معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٣٥
كلهم، نزه نفسه عن الالتفات إلى الدنيا والاشتغال بها، وترك الدنيا واختار الاعتزال عن أهلها، وله في التصوف كلام دقيق، ومعنى رقيق.
وقال الحافظ أبو نعيم:
قيل: إن التصوف انتفاع بالنسب وارتفاع بالسبب (1).
[ومن كلامه (رضي الله عنه)] (لا دليل على الله بالحقيقة غير الله، ولا داعي إلى الله في الحقيقة سوى الله، إن الله سبحانه دلنا بنفسه من نفسه على نفسه).
وقال: (لا زاد أفضل من التقوى، ولا شئ أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوى من الكذب) (2).
قال في قوله عز وجل: * (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) * (3): (من منع ولده تعلم القرآن والعلم فقد قتله خشية إملاق).
وقال (رضي الله عنه): (من عاش في باطن رسول الله (ص) فهو صوفي، ومن عاش في ظاهر رسول الله (ص) فهو سني).
وقال (رضي الله عنه): (أوحى الله عز وجل إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، واتعبي من خدمك) (4).
(وإياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق) (5).
وقال (رضي الله عنه): (صحبة عشرين يوما قرابة) (6).

(١) حلية الأولياء ٣: ١٩٣، وفيه: انتفاع بالسبب وارتفاع في النسب.
(٢) حلية الأولياء ٣: ١٩٦، احياء علوم الدين ٣: ٣٦٢، تاريخ الإسلام ٩: ٩٢.
(٣) الإسراء ١٧: 31.
(4) حلية الأولياء 3: 194، الطبقات الكبرى للشعراني 1: 33.
(5) راجع ص 126.
(6) نثر الدر 1: 352، نور الابصار: 163.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 131 132 133 134 135 136 137 138 139 141 ... » »»