الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٠٠
ابن أخون يحيى بن زيد أقبل يحيى على أصحابه فقال: يا عباد الله إن الأجل محضر الموت، وإن الموت طالب حثيث، لا يفوته الهارب ولا يعجزه المقيم، فاقدموا رحمكم الله إلى عدوكم وألحقوا سلفكم، الجنة الجنة، أقدموا ولا تنكلوا، فإنه لا شرف أشرف من الشهادة، وأن أشرف الموت قتل في سبيل الله، ولتقر بالشهادة عيونكم، ولتشرح للقاء الله صدوركم. ثم نهد إلى القوم، وكان والله أرغب أصحابه في القتل في سبيل الله جل ثناؤه.
وقتل يحيى بالجوزجان يوم الجمعة بعد الصلاة، فاخذ رأسه فانفذ إلى نصر بن سيار، وبعثه نصر إلى الوليد بن يزيد، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان بقرية يقال لها ارغوني، وذلك في سنة خمس وعشرين ومائة.
قال جابر: فلم يزل يحيى مصلوبا حتى ظهرت المسودة بخراسان، فأتوه فأنزلوه من خشبته وغسلوه وحنطوه وكفنوه ودفنوه. وولي ذلك خالد بن إبراهيم بن داود البكري وحارث بن خزيمة التميمي وعيسى بن هامان.
قال: وكان أبو مسلم يتتبع قتلة يحيى بن زيد. فقيل له: إن أردت ذلك فعليك بالديوان. فدعا أبو مسلم بالجرائد فنظر من شهد قتل يحيى بن زيد فلم يدع أحدا منهم إلا قتله (1).

(١) راجع تاريخ الطبري: ج ٥ ص ٥٣٦ - ٥٣٨، ومقاتل الطالبيين: ص ١٠٤ - ١٠٨، وأنساب الأشراف للبلاذري: ج 3 ص 453 - 458.
(٦٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 595 596 597 598 599 600 601 603 604 605 606 ... » »»