الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٩٩
فقال له الجريش: والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها لك عنه فاقض ما أنت قاض.
فقام قريش بن الجريش لما رأى ما فعل عقيل بأبيه وخاف عليه القتل فقال:
لا تقتل أبي فأنا أدلك على طلبتك. فأرسل معه أقواما فدلهم على يحيى بن زيد وهو في جوف بيت، فأخذوه وأخذوا معه يزيد بن عمرو والفضل مولى عبد القين كان أقبل معه من الكوفة، فأتى به نصر بن سيار فحبسه، وكتب له يوسف بن عمر يخبره الخبر، فكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد يخبره الخبر، وكتب الوليد إلى نصر بن سيار يأمره أن يؤمن يحيى ويخلي سبيله وسبيل من معه.
فدعا نصر بن سيار بيحيى بن زيد فأمره بتقوى الله وحذره الفتنة ووصله بألفي ودرهم وحمله على بغلين وأمره أن يلحق بالوليد بن يزيد التميمي وكان من أشراف تميم وكان عامله على طوس، وأمره إذا مر به يحيى بن زيد أن يشخصه ولا يذره يقيم بطوس وأن لا يفارقه حتى يؤديه إلى عمرو بن زرارة عامله على أبر شهر، فأشخصه عبد الله بن قيس من سرخس، فأقبل حتى نزل بطوس، فأمره الجريش بن زيد بالارتحال منها، ووكل به سرحان بن مجاهد بن بلعاء العنبري وكان على مسلحته، وأمره أن لا يفارقه حتى يدفعه إلى عمرو بن زرارة.
فلما بلغ عمرو بن زرارة خبره كتب إلى نصر بن سيار فخبره الخبر، وكتب نصر بن سيار إلى عبد الله بن قيس والى الجريش بن زيد يأمرهما أن يلتحقا بعمرو بن زرارة. فلما اجتمعوا نصبوا الحرب ليحيى بن زيد وهم عشرة آلاف مقاتل ويحيى بن زيد في سبعين رجلا، وقاتلهم فهزمهم وقتل عمرو بن زرارة، وأصاب يحيى وأصحابه دوابا كثيرة.
قال: ثم أقبل يحيى حتى مر بهراة وعليها معلس بن زياد العامري، فلم يعرض واحد منهما لصاحبه، وسار يحيى فقطع الهراة.
قال: وبلغ الخبر نصر بن سيار فأنفذ إلى سالم بن أخون (1)، فلما واقف سالم

(١) كذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري: ج ٥ ص ٥٣٧، ومقاتل الطالبيين: ص ١٠٧، وأنساب الأشراف ج 3 ص 458: سلم بن أحوز.
(٥٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 594 595 596 597 598 599 600 601 603 604 605 ... » »»