الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦١٢
أخبرنا بعلامة. قال: أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم؟ قالوا: أخبرنا.
فأخبرهم. قالوا: صدقت. قال: وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه عن قوله تعالى:
* (أصلها ثابت وفرعها في السماء) *؟ (1) قالوا: صدقت. قال: نحن الشجرة التي قال الله: * (أصلها ثابت وفرعها في السماء) * نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من علمنا. ثم قال: يقنعكم. قلنا: في دون هذا مقنع (2).
وحدث عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل أبو جعفر الباقر (عليه السلام) بواد فضرب خباءه فيه، ثم خرج يمشي حتى انتهى إلى نخلة يابسة، فحمد الله ثم تكلم بكلام لم أسمع بمثله، ثم قال: أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك. فتساقط منها رطب. فأكل ومعه أبو أمية الأنصاري فقال: يا أبا أمية هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت إليها النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا (3).
وقال جابر الجعفي: خرجت مع أبي جعفر (عليه السلام) إلى الحج وأنا زميله، إذ أقبل ورشان فوقع على عضادتي محمله فترنم، فذهبت لآخذه فصاح بي: مه يا جابر فإنه استجار بنا أهل البيت. فقلت: وما الذي شكا إليك؟ قال: شكا إلي أنه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين وأن حية تأتيه فتأكل فراخه، فسألني أن ادعو الله عليها ليقتلها ففعلت وقد قتلها الله. ثم سرنا حتى إذا كان وجه السحر قال لي: انزل يا جابر. فنزلت، فأخذت بزمام الجمل، ونزل فتنحى يمنة عن الطريق، ثم عمد إلى روضة من الأرض ذات رمل فأقبل يكشف الرمل عنها وهو يقول: اللهم اسقنا وطهرنا، وإذا قد بدا حجر أبيض مربع فاقتلعه ونبع له عين ماء صاف فتوضأ وشربنا، ثم ارتحلنا فأصبحنا دون قريات ونخل. فعمد أبو جعفر إلى نخلة يابسة فيها فدنا منها وقال: أيتها النخلة أطعمينا مما خلق الله فيك. فلقد رأيت النخلة تنحني حتى جعلنا نتناول من ثمرها ونأكل. وإذا أعرابي يقول: ما رأيت ساحرا كاليوم.

(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»