الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٨٠
في الاسلام، ولا بد من أن يكون لي منهم ذرية، وأنا اشهد الله وأشهدكم إني قد عتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى. فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقنا أيضا لك. فقال: اللهم اشهد إني قد عتقت ما وهبوني لوجه الله. فقال المهاجرون والأنصار: وقد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله. فقال: اشهد أنهم قد وهبوا لي حقهم وقبلته، وأشهدك أني قد عتقتهم لوجهك. فقال عمر: لم نقضت علي عزمي في الأعاجم؟ وما الذي رغبك عن رأيي فيهم؟ فأعاد عليه ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في إكرام الكرماء. فقال عمر: فقد وهبت لله ولك يا با الحسن ما يخصني وسائر ما لم يوهب لك. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إياهم.
فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
هؤلاء لا يكرهن على ذلك ولكن يخيرن فما اخترنه عمل به.
فأشار جماعة إلى شهربانويه بنت كسرى، فخيرت وخوطبت من وراء حجاب والجمع حضور، فقيل لها: من تختارين من خطابك؟ وهل أنت ممن تريدين بعلا؟ فسكتت. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): قد أرادت وبقي الاختيار.
فقال عمر: وما علمك بإرادتها البعل؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أتته كريمة قوم لأولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل، فإن استحيت وسكتت جعل إذنها صماتها وأمر بتزويجها، فإن قالت " لا " لم تكره على ما تختاره. وإن شهربانويه أريت الخطاب فأومت بيدها فاختارت الحسين بن علي (عليهما السلام)، فأعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها وقالت بلغتها: هذا إن كنت مخيرة، وجعلت أمير المؤمنين وليها. وتكلم حذيفة بالخطبة.
فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): ما اسمك؟ قالت: شاه زنان بنت كسرى.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): نه شاه زنان نيست مگر دختر محمد (صلى الله عليه وآله) (1)، وهي سيدة النساء، أنت شهربانويه، وأختك مرواريد بنت كسرى.

(1) في الأصل: نه شاه زنان بنت بر امر محمد (صلى الله عليه وآله).
(٥٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 577 579 580 581 582 583 584 585 ... » »»