الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٣٦
النبي (صلى الله عليه وآله)، فأذن له وكان يوم أم سلمة، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد. فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي (عليهما السلام) فاقتحم ودخل يتوثب على النبي (صلى الله عليه وآله) وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلثمه ويقبله. فقال له الملك:
أتحبه؟ قال: نعم. قال: أما ان أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه.
قال: نعم. فجاءه بسهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة وجعلته في ثوبها. فقال ثابت: يقال إنها من أرض كربلاء (1).
وعن عمرو بن أبي عمرو، وعن المطلب بن حنطب، عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: دخل جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لي: احفظي علينا الباب لا يدخل علي أحد. فسمعت نحيبه فدخلت فإذا الحسين (عليه السلام) بين يديه، فقلت:
والله يا رسول الله ما رأيته حين دخل. فقال: كان جبرائيل عندي آنفا فقال لي:
يا محمد أتحبه؟ فقلت: يا جبرائيل: أما من حب الدنيا فنعم. قال: فإن أمتك ستقتله بعدك، تريد أن أريك تربته يا محمد؟ فدفع إلي هذا التراب. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فأخذته فجعلته في قارورة فأصبته يوم قتل الحسين (عليه السلام) وقد صار دما (2).
وعن شهر بن حوشب، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان جبرائيل (عليه السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله) والحسين (عليه السلام) معي، فبكى فتركته فدنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقمت فأخذته فبكى فتركته، فدخل يعني على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال جبرائيل (عليه السلام): أتحبه يا محمد؟ قال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي (3) يقتل بها. فأراه إياها، فإذا الأرض يقال لها كربلاء (4).
ومنهم أبو عبد الله الجدلي، رواه عن أم سلمة رضي الله عنها أن ملكا استأذن ربه عز وجل أن يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في بيت أم سلمة، فسلم عليه فخلا له النبي (صلى الله عليه وآله) ينتجيه، قال: يا أم سلمة احفظي علينا الباب. قالت: وكان الحسين (عليه السلام)

(١) الأمالي للشيخ الطوسي: ج ١ ص ٣٣٨ المجلس الحادي عشر ح ١٠٥.
(٢) أمالي الشيخ الطوسي: ج ١ ص ٣٢١ المجلس الحادي عشر ح ٨٦.
(٣) في الأصل: الذي.
(٤) كامل الزيارات: ص 60 بسند آخر.
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»