الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٣٤
على فراش عبد ثقيف وزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" الولد للفراش وللعاهر الحجر " فتركت سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) واتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على أهل العراق يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم ويسمل أعينهم ويصلبهم في جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك؟
أولست صاحب الحضرمية الذي كتب إليك فيهم ابن سميه أنهم على دين علي ورأيه. فكتبت إليه أن اقتل من كان على دين علي ورأيه، فقتلهم؟ ودين علي والله وأولاد علي الذي ضرب عليه أبوك، وهو الذي أجلسك هذا المجلس الذي أنت فيه، لولا ذاك لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعها عنكم. وقلت فيما تقول: " انظر لنفسك ولذريتك ولأمة محمد (صلى الله عليه وآله) واتق شق عصا هذه الأمة وأن تردهم في فتنة ". [فلا أعرف فتنة] أعظم من ولايتك عليهم. ولا أعلم نظرا لنفسي وولدي وأمة محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل من جهادك، فإن فعلته فهو قربة إلى الله تعالى، وإن تركته فأستغفر الله لذنبي وترك توفيقي وإرشاد أموري. وقلت فيما تقول: " إن أمكر بك تمكر بي، وإن أكدك تكدني " وهل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت؟! فكدني ما بدا لك إن شئت، فإني لأرجو أن لا يضرني كيدك وأن لا يكون أضر منه لأحد كضرره على نفسك، على أنك تكيد فتوقظ عدوك وتوبق نفسك، كفعلك بهؤلاء القوم الذين قتلتهم ومثلت بهم بعد الصلح والأيمان والعهد والميثاق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قد قتلوا إلا لذكرهم فضلنا وتعظيم حقنا ولما به شرقت وغربت ومخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل $ الإمام سيد الشهداء (عليه السلام) / مقتله أن يقتلوا أو ماتوا قبل أن يذكروا. أبشر يا معاوية بالقصاص، واستعد للحساب، واعلم أن لله عز وجل كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله تعالى بناس أخذك بالظنة، وقتلك أولياءه بالتهمة، ونقلك إياهم من دار الهجرة إلى دار الغربة، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام من الغلمان يشرب الشراب ويلعب بالكعاب. لا أعلمك إلا قد خسرت نفسك، وبعت دينك، وغششت رعيتك، وأكلت
(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»