الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٢٩
نفاقه ولا نظر لك، فانظر لنفسك ودعه - يعني عمرو بن العاص - (1).
وروى محمد بن السائب قال: قال مروان بن الحكم يوما للحسين (عليه السلام): لولا فخركم بفاطمة بم كنتم تفخرون علينا؟ فوثب الحسين (عليه السلام) وكان شديد القبضة وقبض على حلقه وعصره ولوى عمامته على عنقه حتى غشي عليه، ثم تركه، وأقبل الحسين (عليه السلام) على جماعة قريش وقال: أنشدكم بالله إلا صدقتموني إن صدقت، أتعلمون أن في الأرض حبيبين كانا أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مني ومن أخي، أو على ظهر الأرض ابن بنت نبي غيري وغير أخي الحسن؟ قالوا: لا.
فقال: وإني لا أعلم أن في الأرض ملعون ابن ملعون أكثر من هذا وأبيه طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما بين جابلقا وجابلصا رجلان ممن ينتحل الاسلام أعدى لله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك إن كان، وعلامة قولي فيك إنك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبيك. فوالله ما قام مروان من مجلسه حتى غضب فانتفض وسقط رداؤه عن عاتقه (2).
وقال يعلى بن مرة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج من منزله فإذا الحسين بن علي يلعب مع صبيان، فاستفتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمام القوم فبسط يده فطفق الغلام يفر هاهنا وهاهنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يضاحكه، حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى على فأس رأسه ثم أقنعه فقبله (3).
وحدث عبد الله بن عون، عن عمر بن إسحاق، قال: كنت أمشي مع الحسين بن علي (عليهما السلام) في بعض طرق المدينة فلقيه أبو هريره فقال: أرني اقبل منك حيث رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبل. قال: فأخذ قميصه فكشف عن سرته فقبلها (4).

(١) الاحتجاج: ص ٢٩٦.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٥١ وفيه: " جابرس وجابلق أحدهما بباب المشرق والآخر بباب المغرب " بدل " جابلقا وجابلصا ".
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٧١، وفأس الرأس: هو طرف مؤخره المشرف على القفا.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 25 وفيه: الحسن بن علي بدل الحسين بن علي.
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 ... » »»