الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٠٨
منهم، أنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل ولايتهم ومودتهم فقال عز وجل فيما انزل على محمد (صلى الله عليه وآله): * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * (1) فالحسنة مودتنا أهل البيت. ثم جلس (2).
وكتب الحسن بن علي (عليهما السلام) إلى معاوية: أما بعد فإنك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال، وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء، وما أوشك ذلك، فتوقعه إن شاء الله تعالى، وبلغني أنك تشمت بما لا يشمت به ذوو الحجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول:
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكان قد فإنا ومن قد مات منا لكالذي * يروح ويمسي في المبيت ويغتدي (3).
كتب الحسن البصري إلى الحسن بن علي (عليهما السلام): أما بعد فأنتم أهل بيت النبوة، ومعدن الحكمة، وأن الله تعالى جعلكم الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يلجأ إليكم اللاجئ، ويعتصم بحبلكم القالي، من اقتدى بكم اهتدى ونجا، ومن تخلف عنكم هلك وغوى، وأني كتبت إليك عند الحيرة واختلاف من الأمة في القدر، فتقضي إلينا ما أقضاه الله إليكم أهل البيت فنأخذ به.
فكتب إليه الحسن بن علي (عليهما السلام): أما بعد فإنا أهل بيت كما ذكرت عند الله وعند أوليائه، فأما عندك وعند أصحابك فلو كنا كما ذكرت ما تقدمتمونا ولا استبدلتم بنا غيرنا، ولعمري لقد ضرب الله مثلكم في كتابه حيث يقول:
* (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) * (4) هذا لأولئك فيما سألوا ولكم فيما استبدلتم، ولولا ما أريده من الاحتجاج عليك وعلى أصحابك ما كتبت إليك بشئ مما نحن عليه، ولئن وصل كتابي إليك لتجدن الحجة عليك وعلى أصحابك مؤكدة حيث يقول الله عز وجل: * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) * (5) فاتبع ما كتبت إليك في القدر،

(١) الشورى: ٢٣.
(٢) تفسير فرات: ص ٧٢.
(٣) الإرشاد: ص ١٨٨ - ١٨٩.
(٤) البقرة: ٦١.
(٥) يونس: ٣٥.
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»