الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥١١
وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * (1) * (ولو ردوه إلى الرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * (2) وأحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان فإنه لكم عدو مبين، ولا تكونوا كأوليائه الذين قال لهم:
* (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى مالا ترون) * (3) فيلقون إلى الرماح وزرا، وإلى السيوف جزرا، وللعمد حطما، وللسهام عرضا، ثم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا (4).
فصل في ذكر وفاة الحسن بن علي (عليهما السلام) وكان سبب وفاته أن معاوية سمه مرارا فلم يعمل فيه السم، فأرسل إلى امرأته جعدة ابنة محمد (5) بن الأشعث بن قيس الكندي وبذل لها عشرين ألف دينار وإقطاع عشر ضياع من شعب سوراء وسواد الكوفة وضمن لها أن يزوجها يزيد ابنه، فسقت الحسن (عليه السلام) السم في برادة الذهب في السويق المقند، فلما استحكم فيه السم قاء كبده في الطشت.
ودخل عليه أخوه الحسين (عليهما السلام) فقال: كيف أنت يا أخي؟ فقال: كيف يكون من قاء (6) كبده في الطشت، ولقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة. فقال له أخوه الحسين (عليه السلام): ومن سقاكه؟ فقال: وما تريد منه؟ أتريد قتله؟! إن يك هو هو فالله أشد نقمة منك، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي برئ (7).

(١) النساء: ٥٩.
(٢) النساء: ٨٣.
(٣) الأنفال: ٤٨.
(4) أمالي الطوسي: ج 1 ص 121 المجلس الخامس ح 1.
(5) كذا والمعروف بنت الأشعث.
(6) في الأصل: قلب.
(7) الإرشاد: ص 192.
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»