الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٠٧
ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد. قال:
فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك قال: فما السيد (1)؟ قال: السيد الأحمق في ماله المتهاون في عرضه، يشتم فلا يجيب، المتحزم بأمر عشيرته هو السيد (2).
قال: ثم قال علي (عليه السلام): يا بني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف عن محارم الله، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء والصبر، آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف (3)، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر (4).
يا بني لا تستخفن برجل تراه أبدا، فإن كان أكبر منك فعد أنه أبوك، وإن كان مثلك فهو أخوك، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك والسلام.
وحدث أبو الطفيل عامر بن واثلة، قال: خطبنا الحسن بن علي (عليهما السلام) بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم تلا: * (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب) * (5) ثم أخذ في كتاب الله عز وجل ثم قال: أيها الناس أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل ينزل فيهم ويعرج

(١) كذا، وفي تحف العقول: ما السفاه؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه.
(٢) تحف العقول: ص ٢٢٥ مع اختلاف وتقديم وتأخير.
(٣) الظرف - بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء ككتف - أي البليغ. والصلف - بفتح الصاد واللام - هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار مع تكبر.
(٤) إلى هنا في تحف العقول: ص ٦.
(٥) يوسف: ٣٨.
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»