الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥١٩
الأسارى وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا.
فقال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسان ابن أخته.
ويقال: أنه أسر وكان به جراح قد اشفي منها.
وروي أن الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين (عليهم السلام) إحدى ابنتيه، فقال له الحسين (عليهم السلام): اختر يا بني أحبهما إليك. فاستحى الحسن ولم يحر جوابا. فقال له الحسين (عليه السلام): فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة وهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
وقبض الحسن بن الحسن وله خمس وثلاثون سنة، وأخوه زيد بن الحسن حي، ووصى إلى أخيه من أمه إبراهيم بن محمد بن طلحة.
ولما مات الحسن بن الحسن ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي (عليهم السلام) على قبره فسطاطا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، فلما كان رأس السنة قالت لمواليها: إذا أظلم الليل قوضوا هذا الفسطاط فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول:
هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا (2).
وخلف الحسن بن الحسن: عبد الله والحسن المثلث وإبراهيم الغمر وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ومحمدا وجعفرا وداود لام ولد له.
وكان عبد الله بن الحسن بن الحسن مع أبي العباس السفاح، وكان مكرما له وله به انس. وأخرج أبو العباس يوما سفط جوهر فقاسمه إياه وأراه بناء قد بناه وقال له: كيف ترى هذا؟ فقال عبد الله:
ألم تر حوشبا أمسى يبني * قصورا نفعها لبني بقيلة (3) يؤمل أن يعمر عمر نوح * وأمر الله يحدث كل ليلة فقال له السفاح: تتمثل بهذا وقد رأيت صنعي بك.

(1) الإرشاد: ص 197.
(2) الإرشاد: ص 197.
(3) في المصدر: نفيلة.
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 523 525 526 ... » »»