الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٩٧
ما أكثر تعظيمك للحسن والحسين وما هما (1) بخير منك، ولا أبوهما خير من أبيك، ولولا أن أمهما فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقلت ما أمك أسماء بنت عميس بدون منها؟
قال: فغضبت من مقالته وأخذني مالا أملك معه نفسي فقلت: إنك لقليل المعرفة بهما وبأبيهما وأمهما، والله لهما خير مني وأبوهما خير من أبي، وأمهما خير من أمي، ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيهما وفي أبيهما وأنا غلام فحفظته منه ووعيته.
فقال معاوية وليس في المجلس غير الحسن والحسين (عليهما السلام) وأنا وابن عباس وأخوه الفضل (رضي الله عنه): هات ما سمعت فوالله ما أنت بكذاب. قلت له: إنه أعظم مما في نفسك. قال: ولئن كان أعظم من أحد وحراء ما لم يكن أحد من أهل الشام فاذكره، وأما إذ قتل الله طاغيتكم وفرق جمعكم وصار الأمر في أهله ما نبالي ما قلتم ولا يضرنا ما ادعيتم. قلت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت أولى به من نفسه (2) - وعلي بين يديه (عليهما السلام) والحسن والحسين وعمرو بن أم سلمة وأسامة بن زيد وفي البيت فاطمة وأم أيمن وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام - وضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عضد علي وأعادها ثلاثا ثم نص بالإمامة على الأئمة تمام الاثنى عشر (عليهم السلام). ثم قال: لامتي اثنا عشر إمام ضلالة كلهم ضال مضل، عشرة من بني أمية ورجلان من قريش، وزر جميع الاثنى عشر وما أضلوا في أعناقهما، ثم سماهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمى العشرة معهما. قال:
فسم لنا. فقلت: فلان وفلان وصاحب السلسلة وابنه من آل أبي سفيان وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص أولهم مروان. فقال معاوية: لئن كان ما قلت حقا لقد هلكت وهلك الثلاثة قبلي ومن تولاهم من هذه الأمة، ولقد هلك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المهاجرين والأنصار والتابعين غيركم أهل البيت وشيعتكم.
قلت: فإن الذي قلته والله حق سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال معاوية: للحسن

(1) في الأصل: " هو ".
(2) لا يخفى أن في العبارة نقص يختل المعنى بدونها وتقديرها: فهذا أولى به من نفسه.
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»