الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥١٨
أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقته.
روى الزبير بن بكار قال: كان الحسن بن الحسن واليا صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، فسائر يوما الحجاج في موكبه وهو إذ ذاك أمير المدينة فقال له الحجاج: أدخل عمر بن علي معك في صدقات أبيه فإنه عمك وبقية أهلك. فقال له الحسن: لا أغير شرط علي ولا ادخل فيه من لم يدخله. فقال الحجاج: إذا ادخله أنا معك. فنكص الحسن بن الحسن عنه، ثم توجه إلى عبد الملك حتى قدم عليه فوقف ببابه يطلب الإذن، فمر به يحيى بن أم الحكم، فلما رآه يحيى مال إليه وسلم عليه وسأله عن مقدمه، فخبره، فقال له: إني سأنفعك عند أمير المؤمنين - يعني عبد الملك -.
فلما دخل الحسن بن الحسن على عبد الملك رحب به وأحسن مسائلته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب ويحيى بن أم الحكم في المجلس، فقال عبد الملك: لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد. فقال يحيي: وما يمنعه من شيبه أماني أهل العراق تفد عليه يمنونه الخلافة. فأقبل عليه الحسن بن الحسن وقال له: بئس والله الرفد رفدت، ليس كما قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب. وعبد الملك يسمع، فأقبل عليه وقال: هلم ما قدمت له. فأخبره بقول الحجاج.
فقال: له ليس ذلك أكتب إليه كتابا لا يجاوره. فكتب إليه ووصل الحسن بن الحسن فأحسن صلته.
فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن أم الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره وقال له: ما هذا الذي وعدتني به؟
فقال له يحيى: إيها عنك، فوالله إنه لا يزال يهابك، ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة، وما أنا لك رفدا (1).
وكان الحسن بن الحسن مع عمه الحسين بن علي (عليهم السلام) يوم الطف، فلما قتل الحسين (عليه السلام) واسر الباقون من أهله جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين

(1) الإرشاد: ص 196.
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 523 525 ... » »»