الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٠٠
أخذ بما عليه أهل القبلة الذي ليس فيه اختلاف ورد علم ما اختلفوا فيه إلى الله سلم ونجا من النار وادخل الجنة، ومن وفقه الله ومن عليه واحتج عليه بأن نور قلبه بمعرفة ولاة الأمر من أئمتهم ومعدن العلم أين هو فهو عند الله سعيد، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " رحم الله امرء عرف حقا فقال، أو سكت فسلم ".
نحن نقول أهل البيت: إن الأئمة منا، وان الخلافة لا تصلح أن تكون إلا فينا، وان الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، فإن العلم فينا ونحن أهله وهو عندنا مجموع، وأنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) بيده وزعم قوم أنهم أولى بذلك منا حتى أنت يا بن هند تدعي ذلك، وزعم كل صنف من مخالفينا من أهل هذه القبلة أنهم معدن الخلافة والعلم دوننا فلنستعن بالله على من ظلمنا وجحدنا حقنا وركب رقابنا وسن للناس علينا ما يحتج به مثلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إنما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقنا ومسلم لنا ومؤتم بنا فذاك ناج يحب الله ورسوله، وناصب لنا العداوة يتبرأ منا ويلعننا ويستحل دماءنا ويجحد حقنا ويدين لله بالبراءة منا فهذا كافر مشرك وإنما كفر وأشرك من حيث لا يعلم كما يسبوا الله تعالى عدوا بغير علم، ورجل أخذ بما لم يختلف فيه ورد علم ما أشكل عليه إلى الله مع ولايتنا والائتمام بنا ولا يعادينا ولا يعرف حقنا فنحن نرجوا أن يغفر الله له ويدخله الجنة فهذا مسلم ضعيف.
وقال الحسين بن قيس: قال: قام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) على المنبر حين اجتمع الناس مع معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا، وكذب معاوية، أنا أولى الناس في كتاب الله عز وجل وعلى لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعت فيها يا معاوية، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما ولت
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»