الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٩٥
ولقد كنت كأنك شاهدتني وما خفي عليك شئ من أمري، وكأنه علم الغيب عندك، يا غلام لقني الاسلام. فقال الحسن (عليه السلام): الله أكبر قل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد وأن محمدا عبده ورسوله. فأسلم وحسن إسلامه، وعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا من القرآن. فقال: يا رسول الله أرجع إلى قومي فأعرفهم ذلك.
فأذن له، فانصرف، ورجع ومعه جماعة من قومه فدخلوا في الاسلام.
فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن (عليه السلام) قالوا: لقد أعطي ما لم يعط أحد من الناس (1).
وقيل: جرى بين الحسن بن علي وأخيه محمد بن الحنفية (عليهم السلام) كلام ثم انصرفا، فلما وصل محمد إلى منزله أخذ رقعة وكتب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب. أما بعد فإن لك شرفا لا أبلغه وفضلا لا أدركه، فإذا قرأت رقعتي هذه فصر إلي فترضني، وإياك أن أسبقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني والسلام.
فلما قرأ الحسن (عليه السلام) الرقعة قال: يا غلام ردائي ونعلي، ثم جاء إلى أخيه فترضاه وصالحه.
قال: وكان بين الحسن والحسين (عليهما السلام) كلام، فقيل للحسين (عليه السلام): لو أتيت أخاك متفضلا. فقال: إن الفضل للمبتدئ بالتفضل، ولست أرى أن يكون لي على أخي فضل. فبلغ ذلك الحسن فأتاه.
وقيل: سأل رجل الحسن بن علي (عليهما السلام) حاجة، فقال له: يا هذا حق سؤالك إياي يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك يكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك ما أنت أهله، والكثير في ذات الله تعالى قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عني مؤنة الاحتيال والاهتمام لما أتكلف من واجبك فعلت. قال:
يا بن رسول الله أقبل القليل وأشكر العطية واعذر [على] المنع.

(١) بحار الأنوار: ج ٤٣ ص ٣٣٣ باب 16 ح 5 نقلا عن كتاب العدد.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»