الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٩٣
فقال (عليه السلام): إن جبرئيل يهديه، وميكائيل يهديه، وهو ولدي، والطاهر من نفسي، وضلع من أضلاعي، هذا سبطي، وقرة عيني، بأبي هو.
وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي، وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو لا يرفع بصره عنه، ثم قال: إنه سيكون بعدي هاديا مهديا، هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني، ويعرف الناس آثاري، ويحيي سنتي، ويتولى أمري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك، وبرني فيه، وأكرمني فيه. فما قطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلامه حتى أقبل إلينا أعرابيا يجر هراوة له، فلما نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم، وأنه ليسألكم عن أمور، ألا أن لكلامه جفوة.
فجاء الأعرابي فلم يسلم فقال: أيكم محمد؟
قلنا: وما تريد؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مهلا. فقال: يا محمد لقد كنت أبغضك ولم أرك والآن فقد ازددت لك بغضا. قال: فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغضبنا لذلك وأردنا بالأعرابي إرادة. فأومأ إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن اسكتوا. فقال الأعرابي: يا محمد إنك تزعم أنك نبي وأنك قد كذبت على الأنبياء وما معك من (1) شئ قال له: يا أعرابي وما يدريك؟ قال الأعرابي: فخبرني ببرهانك. قال: إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني. قال الأعرابي: أو يكلم العضو؟ قال: نعم، يا حسن قم.
فازدرى الأعرابي نفسه (2) وقال: هو يأباني ويقيم صبيا ليكلمني. قال: إنك ستجده عالما بما تريد. فابتدره الحسن (عليه السلام) وقال: مهلا يا أعرابي تنظر هذا الشعر:

(1) في الأصل كلمة غير مقروءة، وفي البحار: من برهانك شئ.
(2) أي احتقر الأعرابي نفسه.
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»