الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٦٥
منه وتكرما: نعم يا رسول الله وفي الرحب والسعة ادخل يا نبي الله أنت ومن معك.
قال: فدخل النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال لنا: ادخلوا.
قال حذيفة: وكنا خمسة نفر: أنا وعمار وسلمان وأبو ذر والمقداد رضوان الله عليهم. فدخلنا، ودخل علي على فاطمة (عليهما السلام) يبتغي عندها شيئا من زاد، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور وعليها عراق كثير وكأن رائحتها المسك، فحملها علي (عليه السلام) حتى وضعها بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) ومن حضر، فأكلنا منها حتى تملأنا ولم ينقص منها قليل ولا كثير.
فقام النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دخل على فاطمة (عليها السلام) فقال: أنى لك هذا الطعام يا فاطمة؟ فردت عليه ونحن نسمع قولها فقالت: * (هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) * فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم مستعبرا وهو يقول: الحمد لله الذي لم يميتني (1) حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريا لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول لها: يا مريم أنى لك هذا؟ فتقول: من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (2).
وحدث عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن البتول فإنا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول وفاطمة بتول؟
فقال: البتول التي لم تر حمرة قط، أي لم تحض فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء (3).
فصل في ذكر كلام فاطمة (عليها السلام) من أجل فدك روى عبد الله بن علي بن عباس، عن أبيه علي بن عباس، عن زينب بنت

(١) كذا، والصحيح لم يمتني.
(٢) دلائل الإمامة: ص ٥١، سعد السعود: ص 90.
(3) علل الشرائع: ص 181 باب 144 ح 1.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»