الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٦٠
في عيادة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليها فقلت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله فقام وقمت معه حتى وقف بباب منزل فاطمة (عليها السلام)، فقرع الباب وقال: السلام عليكم، أدخل؟ فقالت: ادخل بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال لها: ومن معي؟
قالت: ومن معك يا رسول الله. ثم قالت: والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما علي إلا عباءة قال: اصنعي بها هكذا وهكذا، وأشار بيده. فقالت: هذا جسدي قد واريته فكيف برأسي؟ فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة فقال لها: شدي بها على رأسك. ثم أذنت له فدخل، فقال: السلام عليك يا ابنتاه كيف أصبحت؟ فقالت: أصبحت والله وجعة وزادني وجعا على ما بي إني لست أقدر على طعام آكله فقد أجهدني الجوع فبكى النبي (صلى الله عليه وآله) وقال لها: لا تجزعي يا ابنتي فوالله ما ذقت طعاما منذ ثلاث، وإني لأكرم على الله تعالى منك، ولو سألت الله ربي لأطعمني ولكن آثرت الآخرة على الدنيا، ثم ضرب بيده على منكبها وقال لها: أبشري فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة. فقالت: أين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران؟ فقال:
آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وخديجة سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك، إنكن في بيوت من قضب لا أذى فيها ولا صخب. ثم قال لها: اقنعي بابن عمك فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة (1).
وحدث إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد: عن أنس: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الصبح ويقول: الصلاة يا أهل البيت * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (2).
وحدث إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عبد المجيد بن بحر، عن خالد، عن بنان، عن الشعبي، عن أبي حجيفة: عن علي، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: إذا كان يوم القيامة قيل: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(١) إحياء علوم الدين: الجزء السادس، باب ذم البخل وحب المال.
(٢) كشف الغمة: ج ٢ ص ٤٥٧ بسند آخر.
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»