الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٦٤
ويجلسون حولها، وهي جنة الفردوس التي سقفها عرش الرحمن، وبها قصران:
قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد، في القصر الأبيض سبعون ألف دار مساكن محمد وآل محمد، وأن في القصر الأصفر سبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآل إبراهيم، ثم يبعث الله عز وجل ملكا لم يبعث إلى أحد قبلها ولا يبعث إلى أحد بعدها فتقول لها: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: سليني فتقول: هو السلام ومنه السلام وقد أتم علي نعمته وهنأني كرامته وأباحني جنته، وفضلني على سائر خلقه، أسألك ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي وحفظهم في قال: فيومي الله إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه أخبرها إني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن يودهم فيها وتحفظهم بعدها. قال: فتقول: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأقر عيني. فيقر الله بذلك عين محمد (صلى الله عليه وآله) (1).
وحدث أبو هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: حدثني حذيفة بن اليمان، قال: لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأرسل معه النجاشي بقدح من غالية وقطيفة منسوجة بالذهب هدية إلى النبي (عليه السلام)، فقدم جعفر والنبي (صلى الله عليه وآله) بأرض خيبر، فأتاه بالقدح من الغالية والقطيفة.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فمد أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) أعناقهم إليها. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أين علي؟ فلما جاء قال له النبي: يا علي خذ هذه القطيفة إليك فأخذها علي (عليه السلام) وأمهل حتى قدم المدينة فانطلق بها إلى البقيع وهي سوق المدينة فأمر صانعا ففصل القطيفة سلكا سلكا، فباع الذهب وكان ألف مثقال، ففرقه علي (عليه السلام) في فقراء المهاجرين والأنصار، ثم رجع إلى منزله ولم يبق له من الذهب قليل ولا كثير.
$ فاطمة الزهراء (عليها السلام) / كلامها من أجل فدك فلقيه النبي (صلى الله عليه وآله) من الغد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار فقال له:
يا علي إنك أفدت بالأمس ألف مثقال فاجعل غداي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك.
ولم يكن علي (عليه السلام) يومئذ يرجع إلى شئ من العروض ذهب أو فضة وقال حياء

(1) تفسير فرات: ص 169 - 170.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»