الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٦١
فتمر وعليها ريطتان (1) خضراوان.
قال أبو مسلم: قال لي أبو قلابة وكان معنا عند عبد الحميد: إنه قال حمراوان (2).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان، فينظر إليها الخلائق فيتعجبون منها، ثم تكسى حللا من حلل الجنة، مكتوب على كل حلة بخط أخضر: أدخلوا بنت النبي الجنة على أحسن الصورة وأحسن الكرامة وأحسن منظر، تزف إلى الجنة على أحسن الصور كما تزف العروس، تتوج بتاج العز ويوكل بها سبعون ألف جارية، في يد كل جارية منديل من استبرق، تلك الجواري لها منذ خلق الله تعالى الدنيا (3).
وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا، فأتى فاطمة فقال لها: يا بنية هل عندك من شئ آكله فإني جائع؟
فقالت: لا والله بأبي أنت وأمي. فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فأخذته منها ووضعته في جفنة لها وغطت رأسها وقالت: والله لأوثرن بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) على نفسي وعلى من عندي، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام. فبعثت حسنا أو حسينا (عليهما السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرجع النبي (عليه السلام)، فقالت:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أتانا الله بشئ فخبأته لك. فقال لها: هلمي فأتيني به. فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبز ولحم، فلما نظرت إليها بهتت وعلمت أنها بركة من الله تعالى، فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه (صلى الله عليه وآله). فقال لها (عليها السلام): من أين لك هذا يا بنية؟ قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. فجمد الله تعالى وقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا فسئلت عنه قالت: * (هو من عند الله إن الله

(١) الريطة: الملاءة وهو ثوب رقيق لين إذا كانت قطعة واحدة ونسجا واحدا.
(٢) كشف الغمة: ج ١ ص ٤٥٠ من غير ذكر الإسناد.
(3) عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 30 ح 38.
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»