الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤١٣
إن عمك أوفر ألية من ذاك. ثم أمر به أن تقطع يداه ورجلاه ولسانه، وأراد قتله فقام إليه رجل من بني تيم فاستوهبه.
ثم أتى عبيدا عمرا وكان يشتكي بطنه وقد أمر خارجة أن يصلي بالناس فقتله وهو يظن أنه عمرو بن العاص.
ثم دخل عبد الرحمن حتى أتى عليا (عليه السلام) فلما نظر إليه تأمله أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنشأ يقول:
أريد حياته ويريد قتلي * غديرك من خليلك من مرادي.
ثم قال له علي (عليه السلام): يا عبد الرحمن هل كان لك لقب في صغرك؟ قال:
لا يا أمير المؤمنين. قال: نشدتك بالله هل لقيتك حاضنتك شاقر عاقر ناقة ثمود - وكانت حاضنته يهودية -؟ فقال: أتعلم الغيب يا أمير المؤمنين؟!
قال: والله ما أعلم من الغيب إلا ما أطلعني الله عليه بوصف رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ثم أنشأ أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
اشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيك ولا تجزع من الموت * إذا حل بواديك فقال عبد الرحمن: ما جزعت من الموت ساعة قط ولا أخالني أجزع منه ما بقيت.
قال: فلما كان النصف من شهر رمضان دخل (عليه السلام) على إبنيه الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال: يا أبا محمد كم مضى من شهرنا هذا؟ قال: خمسة عشر يوما.
فنكس رأسه ساعة ثم رفعه فقال: ستفقدون أباكم فيما بينكم وبين عشرين من شهر رمضان، هكذا خبرني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال: فلما جنه الليل وكان فيما كان فيه من العبادة والصلاة حتى إذا كان نصف من الليل حرج يريد المسجد، فلما خرج من الدار سمع صوت البط فقال (عليه السلام):
صوارخ يتبعها نوائح، ثم خرج (عليه السلام) وهو يقول:
خلوا سبيل المؤمن المجاهد * في الله ذي الكتب وذي المراشد
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»