الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٠٢
فأهل أبا بكر لها خير قائم * وأن عليا كان أجدر بالأمر وكان هوانا في علي وأنه * لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري قيل: تكلم عمرو بن العاص قادحا في الأنصار، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، فدخل المسجد وصعد المنبر وذكر فضل الأنصار وما أنزل الله تعالى من القرآن وما يجب على المسلمين من إكرامهم ومعرفة حقوقهم.
فقالوا لحسان بن ثابت: يجب أن يذكر فضل علي وسبقه ويذموا على ما كان منهم يوم السقيفة، فقال حسان:
جزى الله خيرا والجزاء بكفه * أبا حسن عنا ومن كأبي حسن!
سبقت قريشا بالذي أنت أهله * فصدرك مشروح وقلبك ممتحن تمنت رجال من قريش أعزة * مكانك هيهات الهزال من السمن وأنت من الاسلام في كل موطن * بمنزلة الدلو البطين من الرسن (1) عصبت لنا إذا قام عمرو بخصلة * أمات بها التقوى وأحيا بها الإحن وكنت الرجا من لؤي بن غالب * لما كان فيه والذي بعد لم يكن حفظت رسول الله فينا وعهده * إليك ومن أولى بها منك من ومن ألست أخاه في الهدى ووصيه * واعلم فهر بالكتاب وبالسنن وقال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري في يوم صفين:
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل حسبنا ربنا الذي فتح البصرة * بالأمس والحديث طويل وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل حين قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب (2) جليل إن ما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل (3)

(١) الرسن: الحبل (لسان العرب ١٣ / ١٨٠).
(٢) الخطب: الشأن والأمر العظيم.
(٣) بحار الأنوار: ج ٣٧ ص ١٥٠ باب 52 ذيل ح 36، وليس فيه البيت الثاني.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»