الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٠٨
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة. فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي، ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي فقال: بارك الله لك في ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يا علي نعم الزوجة فاطمة، ويا فاطمة نعم الزوج علي، انطلقا إلى منزلكما ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما. فأخذت بيد فاطمة وانطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة وجلست في جانبها، وهي مطرقة إلى الأرض حياء مني وأنا مطرق إلى الأرض حياء منها. ثم جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: من هاهنا؟ فقلت: ادخل يا رسول الله مرحبا بك زائرا وداخلا. فدخل فأجلس فاطمة من جانبه وأنا من جانبه ثم قال: يا فاطمة آتيني بماء. فقامت إلى قعب في البيت فملأته ماء ثم أتته به، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها ثم مجها في القعب، ثم صب منه على رأسها ثم قال لها: أقبلي، فلما أقبلت نضح منه بين يديها ثم قال لها ادبري، فلما أدبرت نضح منه بين كتفيها. ثم قال: اللهم هذه ابنتي أحب الخلق إلي، وهذا أخي أحب الخلق إلي، اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا فبارك له في أهله. ثم قال:
يا علي ادخل بأهلك بارك الله لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد (1).
وقال موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، عن جابر بن عبد الله (رحمه الله): لما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة من علي أتاه ناس من قريش فقالوا له: زوجت عليا بمهر خسيس؟!
فقال: ما أنا زوجت عليا ولكن الله عز وجل زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى أوحى الله تعالى إلى سدرة المنتهى أن انثري ما عليك، فنثرت الدر والجواهر والمرجان، فابتدر [ت] الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه [و] يتفاخرن ويقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمد.
فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي (صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها، والنبي (عليه السلام) يسوقها. فبينما هو في بعض

(1) أمالي الطوسي: ص 40 ح 45 / 14.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»