الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤١٦
وقال صعصعة (رضي الله عنه):
هل خبر القبر سائليه * أم قر عينا بساكنيه (1) أم هل ثراه أحاط علما * بالجسد المستكن فيه لو علم القبر من يواري * تاه على كل من يليه يا موت لو تقبل افتداء * لكنت بالروح أفتديه يا موت ماذا أردت مني * حققت ما كنت أتقيه دهر رماني (2) بفقد إلفي * أذم دهري وأشتكيه (3) تحلو أنعم عنده سماحا * ولم يقل قط إلا يفيه يا جبلا كان ذا امتناع * وركن عز لا مثليه ونخلة طلعها نضيد * يقرب من كف مجتنيه ويا صبورا على بلاء * كان به الله مبتليه ويا مريضا على فراش * توديه أيدي ممرضيه آمنك الله كل روع * وكلما أنت تتقيه وقيل: إن عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى دخل الكوفة ولم يمر بحي من أحياء الكوفة إلا قالوا هذا عبد الرحمن صاحب أمير المؤمنين، حتى مر بحي يقال له النخع وفيه جوار منها يتهادين وبينهن سيدة لهن تدعى قطام بنت الأصبغ لعنها الله، وكان أمير المؤمنين قد قتل أخاها وأباها وزوجها وابن عمها يوم النهروان، فوقف عبد الرحمن عليها فلما أن نظر إلى حسنها وجمالها قال لها: يا جارية أنت ذات بعل؟ فقالت له: بل أيم، فقال لها: ينكحك أهلك؟ فقالت له: نعم، فقال لها: على ماذا؟ فقالت له: على ثلاثة آلاف وعبد وقينة، فقال لها: ذاك لك ومثله أضعافا فأتمي أمرنا فقالت له: حتى أستأذن أهلي ثم إن قطام لعنها الله دخلت إلى قصرها

(1) في المصدر: بزائريه.
(2) في المصدر: زماني.
(3) إلى هنا رواه ابن شهرآشوب في مناقبه: ج 3 ص 314 - 315.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»