الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٠٦
وأخذت الثمن ودخلت عليه فسكبت الدراهم في حجره، فلم يسألني كم هي ولا أنا أخبرته.
ثم قبض قبضة ودعا بلالا وأعطاه وقال: ابتع لفاطمة طيبا. ثم قبض بكلتي يديه وأعطاه أبا بكر وقال: ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، وأردفه بعمار بن ياسر وبعدة من أصحابه فحضروا السوق فكانوا يعترضون الشئ مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبي بكر فإن استصلحه اشتروه، فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم، وخمار بأربعة دراهم، وقطيفة سوداء حبرية، وشريط مزمل بالشرط، وفراشين من جنس مصر حشو أحدهما ليف وحشو الآخر من جز الغنم، وأربعة مرافق من أدم حشوها أذخر (1)، وستر من صوف، وحصير هجري، ورحا اليد، ومخضب (2) من نحاس، وسقاء من أدم، وقعب (3) اللبن، وشن للماء، ومطهرة مزفتة (4)، وجرة خضراء، وكيزان خزف حتى استكمل الشراء، وحمل أبو بكر بعض المتاع وحمل أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا معه الباقي، فلما عرض المتاع على رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل يقلبه بيده ويقول: بارك الله تعالى لأهل البيت.
قال علي (عليه السلام): فأقمت بعد ذلك شهرا أصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارجع إلى منزلي ولا أذكر له شيئا من أمر فاطمة (عليها السلام)، ثم قلن أزواج النبي (صلى الله عليه وآله): ألا نطلب لك من رسول الله دخول فاطمة عليك؟ فقلت: افعلن.
فدخلن عليه، فقالت أم أيمن: يا رسول الله لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف ابنتها فاطمة وأن عليا يريد أهله فقر عين فاطمة ببعلها واجمع شملها وقر عيوننا بذلك.
قال: فما بال علي لا يطلب مني زوجته فقد كنا نتوقع ذلك منه؟! قال علي:
فقلت: الحياء يمنعني يا رسول الله. فألتفت إلى النساء فقال: من هاهنا: فقالت

(1) الأذخر: حشيش طيب الرائحة أطول من الثيل.
(2) المخضب: إناء تغسل فيه الثياب.
(3) القعب: القدح الضخم الغليظ.
(4) المزفت: المطلي بالزفت.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»