الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٩٢
وأنكر حملها، والتبس الأمر على عثمان، وسأل المرأة: هل افتضك الشيخ؟
- وكانت بكرا - فقالت: لا. فقال عثمان: أقيموا الحد عليها.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للمرأة: سمين: سم المحيض وسم البول، فلعل الشيخ كان ينال منها فسال ماؤه في سم المحيض فحملت منه، فسلوا الشيخ عن ذلك.
فسئل فقال: قد كنت انزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحمل له والولد ولده وأرى عقوبته على الانكار له.
فصار عثمان إلى قضائه بذلك (1).
وروي أن رجلا كانت له سرية فأولدها، ثم اعتزلها وأنكحها عبدا له، ثم توفي السيد فعتقت بملك ابنها لها، وورث ولدها زوجها، ثم توفي الابن فورثت من ولدها زوجها، فارتفعا إلى عثمان يختصمان تقول: هذا عبدي، ويقول: هي امرأتي ولست مفرجا عنها.
فقال عثمان: هذه مشكلة، وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) حاضر فقال: سلوها هل جامعها بعد ميراثها له. فقالت: لا. فقال: لو أعلم أنه فعل ذلك لعذبته، اذهبي فإنه عبدك ليس له عليك سبيل إن شئت أن تسترقيه أو شئت أن تعتقيه أو تبيعه فذلك لك (2).
وقيل: إن امرأة ولدت على فراش زوجها ولدا له بدنان ورأسان على حقو واحد، فالتبس الأمر على أهله أهو واحد أم اثنان؟ فصاروا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يسألونه عن ذلك ليعرف (3) الحكم فيه. فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): اعتبروه إذا نام ثم أنبهوا إحدى البدنين والرأسين فإن انتبها جميعا معا في حالة واحدة فهما انسان واحد، وإن استيقظ أحدهما والآخر نائم فهما اثنان وحقهما من الميراث حق اثنين (4).
وقيل: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل ذات يوم المسجد فوجد شابا حدثا يبكي

(1) الإرشاد: ص 112 - 113.
(2) الإرشاد: ص 113.
(3) كذا، وفي الإرشاد: ليعرفوا.
(4) الإرشاد: ص 113 - 114.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»