الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٨٩
الزيتونة وكذبوا إنما هي النخلة، وهي العجوة هبط بها آدم (عليه السلام) معه من الجنة فغرسها، وأصل النخل كله منها. وأما قولك أول عين نبعت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا، بل هي عين الحيوان التي انتهى موسى وفتاه إليها فغسلا فيها السمكة المالحة فحييت، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء إلا حيي، وكان الخضر على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحياة فوجدها الخضر (عليه السلام) وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين.
وأما قولك أول حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنه الحجر الذي في بيت المقدس وكذبوا، إنما هو الحجر الأسود هبط به آدم (عليه السلام) فوضعه على الركن والناس يستلمونه، وكان أشد بياضا من الثلج فاسود من خطايا بني آدم قال: فأخبرني كم لهذه الأمة إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم من خذلهم؟
وأخبرني أين منزل محمد في الجنة؟ ومن معه من أمته في الجنة؟
قال: أما قولك كم لهذه الأمة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم من خذلهم فإن لهذه الأمة اثنا عشر إماما.
وأما قولك أين منزل محمد (صلى الله عليه وآله) في الجنة ففي أشرفها وأفضلها جنة عدن.
وأما قولك من مع محمد في الجنة من أمته فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى. قال الفتى: صدقت، فوالله الذي لا إله إلا هو انه مكتوب عندي بإملاء موسى وخط هارون بيده قال: فأخبرني كم يعيش وصي محمد بعده؟ وهل يموت موتا أو يقتل قتلا؟ فقال له علي (عليه السلام): ويحك يا يهودي أنا وصي محمد بعده، أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما ولا أنقص يوما، ثم ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود فيضربني ضربة هاهنا في قرني فيخضب مني لحيتي. ثم بكى علي بكاء شديدا، فصرخ الفتى وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (1).
وحدث عبد الله بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: شهدنا مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأتاه نفر من العجم فسلموا عليه وقالوا:

(١) بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ٢٢٠ باب ٤٠ ح ٢٠ نقلا عن كتاب مقتضب الأثر: ص 17.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»