الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٣٥
يقول: تفترق أمتي على فرقتين، تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم، محفون شواربهم،... (1) إلى أنصاف سوقهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يقتلهم أحبهم إلى الله ورسوله.
قال: فقلت يا أم المؤمنين فأنت تعلمين هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم كان الذي كان منك؟
فقالت: يا أبا قتادة * (وكان أمر الله قدرا مقدورا) * وللقدر سبب، إن الناس قالوا في قصة الإفك ما قالوا، وكان أكثر المهاجرين والأنصار لما يرون من قلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحزنه يقولون له: أمسك عليك زوجك حتى يأتيك أمر ربك، وعلي (عليه السلام) يقول: لك يا رسول الله في نساء قريش من هي أبهى منها وأجل نسبا، وكنت امرأة لي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حظ ومنزلة، وجدت لذلك كما يجد النساء، فكانت أشياء استغفر الله من اعتقادها.
وقال محمد بن علي العسقلاني عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، قال بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقسم قسما ذات يوم فقال له ذو الخويصرة رجل من بني تميم: يا رسول الله أعدل.
فقال (صلى الله عليه وآله): ويحك إذا لم أعدل فمن يعدل؟
فقال عمر: أتأذن لي فأضرب عنقه.
فقال: لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نضله فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيها شئ، وقد شق الفرث والدم، يخرجون على خير فرقة من الناس، بينهم رجل أدعج على أحد كتفيه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدر قيرا.
قال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأشهد أني كنت

(1) كلمة غير واضحة، والظاهر مئزرهم.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»