الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٥٤
رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شئ من الفقه والقرآن والتأويل في التنزيل، وكانت الصحابة جميعها تستفتيه وترجع إليه في جميع المشكلات وفي إيضاح ما يغمض علمه حتى قال عمر بن الخطاب: " لولا علي لهلك عمر " (1) ومن قبله أبو بكر حين قدم عليه في إمارته نفر من اليهود.
حدث الشيخ الفاضل العلامة أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن المظفر العلامة البندنجي بها في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، قال: حدثني أبو أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد العسكري بها في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، قال: حدثني أبو بكر بن دريد الأزدي بالبصرة في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قال: حدثني العكلي، عن ابن عائشة، عن حميد بن أنس بن مالك أنه قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس أبو بكر أقبل يهودي في نفر معه حتى دخل المسجد، فقال: أين وصي رسول الله؟
فأشار القوم إلى أبي بكر، فوقف عليه وقال: أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي.
فقال أبو بكر: سل عما بدا لك.
فقال اليهودي: أخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله؟
فقال أبو بكر لليهودي: هذه مسائل الزنادقة. وهم أبو بكر والمسلمون به.
فقال ابن عباس (رضي الله عنه): إن كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا إلى من يجيبه، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: اللهم أهد قلبه وثبت لسانه.
فقام أبو بكر ومن حضره حتى أتوا عليا (عليه السلام)، فاستأذنوا عليه، فقال أبو بكر: يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني عن مسائل الزنادقة.
فقال علي (عليه السلام): يا يهودي ما تقول؟
فقال: أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي.
فقال علي (عليه السلام): قل. فذكر المسائل.

(١) بحار الأنوار: ج ١٠ ص ٢٣١ باب 15 ذيل ح 1.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»