الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٤٦
بسنة إلا أياما، وكان عند الخباء قليب، فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه، فحبا علي (عليه السلام) خلفه فتعلقت رجل علي (عليه السلام) بطنب الخيمة، فجر الحبل حتى أتى على أخيه فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه، فجاءت أمه فأدركته، فنادت: يا للحي يا للحي يا للحي من غلام ميمون أمسك علي ولدي، فأخذوا الطفل من رأس القليب وهم يعجبون من قوته على صباه، ولتعلق رجله بالطنب ولجره الطفل حتى أدركوه، فسمته أمه ميمونا أي مباركا، وكان الغلام فتى من بني هلال يعرف بمعلق ميمون، وولده إلى اليوم (1).
وكان أبو طالب يجمع ولده وولد اخوته ثم يأمرهم بالصراع، وذلك خلق في العرب، فكان علي (عليه السلام) يحسر عن ساعدين غليظين قصيرين وهو طفل، ثم يصارع كبار اخوته وصغارهم فيصرعهم. قال أبوه: ظهر علي، فسموه ظهيرا، وعند العرب علي (2).
قال: اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا: فقالت طائفة: لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب ولا في العجم، إلا أن يكون الرجل من العرب يقول: ابني هذا علي يريد به العلو، لا أنه اسمه، وإنما تسمى الناس من بعده وفي وقته.
وقالت طائفة: سمي علي عليا لعلوه على كل من قارنه.
وقالت طائفة: سمي عليا لأن داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الأنبياء، وليس نبي يعلى منزله على منزله غيره.
$ أمير المؤمنين (عليه السلام) / منفعة وجود الإمام وقالت طائفة: سمي عليا لأنه علا على ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقدميه طاعة لله عز وجل، ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الأصنام من سطح الكعبة.
وقالت طائفة: إنما سمي عليا لأنه تزوج في أعلى السماوات ولم يزوج أحد من خلق الله في ذلك الموضع غيره.

(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»