الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٢٥
من رياض الجنة، ثم ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند يديها ومصباحين من نور عند رجليها، وملكاها الموكلان بها يستغفران لها إلى يوم القيامة.
فصل في مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال محمد بن سعيد الدارمي: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمد ابن علي، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليه السلام): قال: كنت جالسا مع أبي ونحن زائرون قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وهناك نسوة كثيرة إذ أقبلت امرأة منهن، فقلت لها: من أنت يرحمك الله؟
فقالت: زندة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعد.
فقلت لها: هل عندك شئ تحدثينا؟
فقالت: اي والله، حدثتني أمي أم عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيبا حزينا، فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟
فقال: إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض. ثم وضع يده على وجهه. فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد (صلى الله عليه وآله) فقال له: ما شأنك يا عم؟
فقال: إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض. فأخذ بيده وقام وقمن معه، فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها فيها، ثم قال لها: اجلسي على اسم الله تعالى.
قالت: فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه، فسماه أبو طالب عليا، وحمله النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أداه إلى منزلها (1).
وقيل: كان أبو طالب كثيرا ما يهجع في الحجر، وكان لا يرقد حتى يطوف

(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»