الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٢٤
ثم قال: اليوم ماتت أمي، اليوم مات أبي، اليوم مات عمي، جزاك الله عني خيرا، ثم دمعت عيناه، وخرج من القبر وحثا عليها التراب.
ثم قال (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: تفرقوا عني. ثم وقف على قبرها فقال: يا فاطمة هل آمنك الله مما خفت؟ فسمعناه يقول: الحمد لله. ثم قال: يا فاطمة هل أنجز لك ربي ما ضمنت أن ينجزه لك؟ فسمعناه يقول: الحمد الله. ثم قال: يا فاطمة هل كفيت ما ضمنت لك أن يكفيك إياه؟ فسمعناه يقول: الحمد لله.
فقلنا: يا رسول الله سمعناك تقول كيت وكيت.
فقال: نعم كنت عندها فحدثتها بما أعطاني الله عز وجل في الجنة، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني معك في دارك، فضمنت لها ذلك على الله عز وجل، فقلت لها: هل أنجز الله لك ما ضمنت لك عنه؟ فقالت: نعم، فقلت: الحمد لله. وكنت قد قلت لها يوما وحدثتها حديث منكر ونكير فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يثبتني بالقول الثابت وأن يكفينيهما، فقلت لها: هل آمنت مما خفت؟ فقالت: نعم، فقلت: الحمد لله. وكنت قد قلت لها يوما وحدثتها بضغطة القبر وهول المطلع، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يكفيني هول المطلع ويقويني على ضغطة القبر، فقلت لها: هل أنجز الله لك ما سألت؟ قالت: نعم، فقلت: الحمد لله (1).
وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) وقف على شفير قبرها فقال: يا فاطمة قولي ابني ابني، فقيل له في ذلك، فقال: يأتي القبر ملكان فأول ما يسألان عن شهادة أن لا إله إلا الله وهي شهادة الحق التي قامت بها السماوات والأرض، ثم عن الإقرار بالشهادة لي التي لا تفتح لشئ أبواب السماء إلا بها، ثم عن ولاية هذا - وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) - ثم قال إن الملكين سألاها عن الشهادة فأدتها، وعن الإقرار بي فأدته، وارتج عليها حين قيل لها فمن وليك، فقلت: قولي ابني ابني علي بن أبي طالب، قال: ففتح لها باب من أبواب الجنة، ومهد لها مهاد من مهاد الجنة، وبعث $ أمير المؤمنين (عليه السلام) / مولده إليها بريحان من رياحين الجنة، وهي في روح وريحان وجنة نعيم، وقبرها روضة

(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»