الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٨٦
وقد ذكرنا قصة الزواج والخطبة فيما تقدم.
وتزوج سودة بنت زمعة بعد موت خديجة بسنة، وكانت عند السكران بن عمرو من مهاجري الحبشة فتنصر ومات بها (1).
وتزوج عائشة بنت أبي بكر، وهي ابنة سبع، قبل الهجرة بسنتين، ويقال: كانت ابنة ست، ودخل بها بالمدينة في شوال وهي ابنة تسع. ولم يتزوج غيرها بكرا على قول من قال إن خديجة كانت ثيبا وتوفي النبي (صلى الله عليه وآله) عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة وبقيت إلى إمارة معاوية وقد قاربت السبعين.
أم سلمة: وروى السمعاني أنه تزوج في المدينة أم سلمة - واسمها هند بنت أبي أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقطة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب المخزومية القرشية، وهي ابنة عمته عاتكة بنت عبد المطلب - بعد أم حبيبة بنت أبي سفيان. وروى غيره: أن أم حبيبة بعدها بأربع سنين. وكانت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال المخزومي، فهاجرت الهجرتين إلى الحبشة والمدينة مع زوجها، فتوفي عنها وخلف عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال المطلب بن عبد الله عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: سمعت من رسول الله قولا سررت به. قال: لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة ثم يقول: " اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها " إلا فعل الله ذلك به.
قالت: فحفظت ذلك. فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. فقلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟
فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا أدبغ إهابا لي، فغسلت يدي عن القرظ (2) وأذنت له، فوضعت له وسادة ادم حشوها ليف فقعد وخطبني إلى نفسه.
فلما فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله ما أنا بكفؤ وما بي إلا يكون لك الرغبة،

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٥٩.
(٢) القرظ: شجر يدبغ به (لسان العرب ٧ / 454).
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»