الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٩٧
نحب أن تخبرنا عنه؟ قال (عليه السلام): إن المغيرة يخبركم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالوا: أجل عن ذلك جئنا نسألك.
قال (عليه السلام): كذب، أحدث الناس عهدا برسول الله (صلى الله عليه وآله) قثم بن العباس (1).
ولما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من دفن النبي (عليه السلام) أنشأ يقول:
الموت لا والدا يبقي ولا ولدا * هذا السبيل إلى أن لا يرى أحدا هذا النبي ولم يخلد لامته * لو خلد الله خلقا قبله خلدا للموت فينا سهام غير خاطئة * من فاته اليوم سهم لم يفته غدا (2) وقال أيضا:
أمن بعد تكفين النبي ودفنه * بأثوابه آسى على هالك ثوى رزينا رسول الله فينا فلم يرى * لذلك عدلا ما حيينا من الورى وكان لنا كالحصن من دون أهله * لهم معقل فيه حريز من العدى وكنا به شم الأنوف بنحوه * على موضع لا يستطاع ولا يرى فيا خير من ضم الجوانح والحشى * ويا خير ميت ضمه الترب والثرى (3) كأن أمور الناس بعدك ضمنت * سفينة موج البحر والبحر قد طمى وضاق فضاء الأرض عنهم برحبه * لفقد رسول الله إذ قيل قد قضى فيا حزنا انا رأينا نبينا * على حين تم الدين واشتدت القوى كان الألى شبهنه سفر ليلة * أضل الهدى لا نجم فيها ولا ضوى (4)

(١) السيرة النبوية لابن هشام: ج ٤ ص ٢٣١، تاريخ الطبري: ج ٣ ص ٢١٤.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٢٣٨.
(٣) الجوانح: الأضلاع، والحشا: ما احتوته الأضلاع. قيل: ضم الجوانح والحشا كناية عن الموت، والمعنى: يا خير من مات. وقيل: المعنى يا خير جميع الناس فإن كل انسان له جوانح وحشا منضمين.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 240 - 241.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 201 203 204 ... » »»