الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٠٤
ويقول لك: هذه مفاتيح خزائن الأرض فإن شئت فكن نبيا عبدا، وإن شئت فكن نبيا ملكا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): بل أكون نبيا عبدا. فإذا بسلم من ذهب، قوائمه من فضة، مركب باللؤلؤ والياقوت، يتلألأ نورا، وأسفله على صخرة بيت المقدس، ورأسه في السماء، فقال: اصعد يا محمد.
فلما صعد السماء رأى شيخا قاعدا تحت شجرة وحوله أطفال، فقال جبريل:
هذا أبوك آدم إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك، وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبكى.
ورأى ملكا باسرا وجهه وبيده لوح مكتوب بخط من النور وخط من الظلمة، فقال: هذا ملك الموت.
ثم رأى ملكا قاعدا على كرسي فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة، فقال جبريل (عليه السلام): هذا ملك خازن النار كان طلقا بشرا، فلما اطلع على النار لم يضحك بعد. فسأله أن يعرض عليه النار فرأى ما فيها. ثم دخل الجنة ورأى ما فيها وسمع صوتا: آمنا برب العالمين، قال جبرئيل: هؤلاء سحرة فرعون، وسمع لبيك اللهم لبيك، قال: هؤلاء الحجاج، وسمع التكبيرة قال: هؤلاء الغزاة، وسمع التسبيح، قال: هؤلاء الأنبياء.
ثم بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب، فقال جبريل: تقدم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان ولو دنوت أنملة لاحترقت (1).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: رأى (صلى الله عليه وآله) ملائكة الحجب يقرؤن سورة النور، وخزان الكرسي يقرؤن آية الكرسي، وحملة العرش يقرؤن حم المؤمن.
قال: فلما بلغت قاب قوسين أو أدنى نوديت بالقرب (2).
وفي رواية: أنه (صلى الله عليه وآله) نودي ألف مرة بالدنو، وفي كل مرة قضيت لي حاجة، ثم قال الله عز وجل لي: سل تعط. فقلت: يا رب اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٧٨ - ١٧٩.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 179.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»