الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٠٥
موسى تكليما، وأعطيت سليمان ملكا عظيما، فماذا أعطيتني؟
فقال الله عز وجل: اتخذت إبراهيم خليلا واتخذتك حبيبا، وكلمت موسى تكليما على بساط الطور وكلمتك على بساط النور، وأعطيت سليمان ملكا فانيا وأعطيتك ملكا باقيا في الجنة (1).
وروي: أنا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتلته، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك (2).
وقالوا: المعراج خمسة أحرف: فالميم: مقام الرسول عند الملك الأعلى.
والعين: عزه عند شاهد كل نجوى. والراء: رفعته عند خالق الورى. والألف:
انبساطه مع عالم السر وأخفى، والجيم: جاهه في ملكوت العلى (3).
وروي أن أبا طالب فقده في تلك الليلة فلم يزل يطلبه، ووجه إلى بني هاشم وهو يقول: يا لها من عظيمة لم أر رسول الله (صلى الله عليه وآله). فبينما هو كذلك إذ تلقاه رسول الله (عليه السلام) وقت الفجر وقد نزل من السماء على باب أم هاني، فقال له: انطلق معي فادخل المسجد، فدخل بين يديه ودخل بنو هاشم، فسل أبو طالب السيف عند الحجر ثم قال: أخرجوا ما معكم، ثم التفت إلى قريش فقال: والله لو لم أره ما بقي منكم عين تطرف. فقالت قريش: لقد ركبت منه عظيما. وأصبح (عليه السلام) يحدثهم حديث المعراج (4).
ومما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله تعالى في كتابه الموسوم بمولد النبي (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى أوصى نبيه (صلى الله عليه وآله) مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله تعالى فيها النبي (صلى الله عليه وآله) بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة أكثر مما

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٧٩.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٧٩.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٧٩.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 179 - 180.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»