الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٠١
وفي رواية أبي جعفر بن بابويه: إن جبريل (عليه السلام) حمله على البراق فأتى به بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلاتها ورده. قال: فمر بعير لقريش وإذا لهم ماء في آنية وقد أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه، فلما أصبح (صلى الله عليه وآله) قال لقريش: إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آيات الأنبياء ومنازلهم، وأني مررت بعير لقريش في موضع كذا كذا وقد أضلوا بعيرا لهم، فشربت من مائهم وأهرقت باقيه.
فقال أبو جهل لعنه الله: قد أمكنتكم الفرصة منه، فاسألوه كم الأساطين فيها والقناديل؟ فقالوا: يا محمد إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه؟ وكم قناديله ومحاريبه؟ فجاء جبريل (عليه السلام) فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه، فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه، فلما أخبرهم قالوا: حتى يجئ العير ونسألهم عما قلت.
فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق.
فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون: هذه الشمس تطلع الساعة، فبينما هو كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق، فسألوهم عما قال، فقالوا: قد كان ذلك. فلم يزدهم إلا عتوا (1).
وقد أنكر قوم حديث المعراج، وهو حق: أما من مكة إلى بيت المقدس فلقوله تعالى: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * (2).
وأما إلى ما فوق السماوات فلقوله تعالى: * (لتركبن طبقا عن طبق) * (3) وللحديث المشهور.
وأما استبعاد صعود شخص من البشر إلى ما فوق السماوات فهو غير بعيد لوجوه:

(١) أمالي الصدوق: ص ٣٦٣ المجلس التاسع والستون ح ١.
(٢) الانشقاق: ١٩.
(٣) الإسراء: ١.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»