الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٠٠
هذا. فرجع ثم جاء فقال له موسى (عليه السلام): ما صنعت؟ قال: ردها إلى خمسة وعشرين صلاة. فقال له موسى (عليه السلام): ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك لأن أمتك لا تطيق هذا. فرجع ثم جاء، فقال له موسى (عليه السلام): ما صنعت؟ قال: ردها إلى اثنتي عشرة. قال له موسى (عليه السلام): ارجع إلى ربك واسأله التخفيف لامتك لأن أمتك لا تطيق هذا. فرجع ثم جاء، فقال له موسى: ما صنعت؟ قال: ردها إلى خمس.
فقال له موسى (عليه السلام): ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فإن أمتك لا تطيق هذا.
فقال: قد استحييت من ربي فما أراجعه وقد قال لي: إن لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيكها (1).
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة ضقت بأمري ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي.
قال: فقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل بن هشام لعنه الله فجلس إليه كالمستهزئ به [فقال]: هل كان من شئ؟ قال: نعم. قال: ما هو؟ قال:
أسري بي الليلة. قال: إلى أين؟ قال إلى بيت المقدس. قال: ثم أصبحت بين ظهرينا؟ قال: نعم. قال: فلم ير أن يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا قومه إليه، وقال: تحدث قومك ما حدثتني به إن دعوتهم إليك؟ قال: نعم.
قال: هيا يا معشر بني كعب بن لؤي هلموا. قال: فتنقضت المجالس فجاؤوا حتى جلسوا إليهما. فقال: حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني أسري بي الليلة. قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس قالوا: ثم أصبحت بين ظهرينا؟ قال: نعم قال: فمن بين مصفق وبين واضع يده على رأسه متعجبا الكذب.
وقالوا: تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فذهبت أنعت لهم، فما زلت أنعت وأنعت حتى التبس علي بعض النعت. قال: فجئ بالمسجد وأنا أنظر اليه حتى وضع دون دار عقيل أو دار عقال فنعته وانا أنعته. فقال القوم:
أما النعت والله قد أصاب.

(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»