الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٩٩
فصل في ذكر الإسراء والمعراج روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرئيل بالبراق فحمله (عليه السلام) عليه بين يديه ثم جعل يسير به، فإذا بلغ مكانا متطأطئا طالت يداه وقصرت رجلاه، وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداه وطالت رجلاه حتى يستوى، ثم عرض له رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه: يا محمد إلى الطريق إلى الطريق، فقال له جبرئيل (عليه السلام): امض لا تكلمه. ثم عرض له رجل عن يسار الطريق فجعل ينادي: يا محمد إلى الطريق، فقال له جبريل: امض لا تكلمه، ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة.
فقال له جبرئيل: هل تدري ما الرجل الذي دعاك عن يمين الطريق؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا. قال: تلك اليهود دعتك إلى دينها.
ثم قال: هل تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار الطريق؟ قال: لا. قال:
تلك النصارى دعتك إلى دينها.
ثم قال: هل تدري ما المرأة الحسناء؟ قال: لا. قال: تلك الدنيا تدعوك إلى نفسها.
ثم انطلقا حتى أتيا البيت المقدس فإذا بنفر جلوس، فقال له جبريل حين أبصروه: مرحبا بمحمد النبي (صلى الله عليه وآله)، وإذا في النفر الجلوس شيخ، فقال محمد:
من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم (عليه السلام)، ثم سأله عن آخر فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى (عليه السلام)، ثم سأله عن آخر فقال: من هذا يا جبرئيل؟ قال:
هذا عيسى (عليه السلام).
ثم أقيمت الصلاة تدافعوا حتى قدموا محمدا (صلى الله عليه وآله) فصلى بهم. ثم اتي بإناءين فاختار محمد اللبن، فقال له جبرئيل: أصبت الفطرة.
فقام ثم جاء فقال له جبرئيل (عليه السلام): ماذا صنعت؟ قال: فرض علي خمسون صلاة قال له موسى (عليه السلام): ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فإن أمتك لا تطيق
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»