الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٩٣
وكيف أقرأ ولست بقارئ؟ إلى ثلاث مرات، فقال في المرة الرابعة: * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * إلى قوله: * (ما لم يعلم) *. ثم نزل جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) ومع كل واحد منهما سبعون ألف ملك، واتي بالكراسي ووضع تاج على رأس محمد (صلى الله عليه وآله)، وأعطي لواء الحمد بيده، فقالا له: اصعد على الكرسي واحمد الله.
فلما نزل من الكرسي توجه إلى خديجة، وكان كل شئ يراه يسجد له ويقول بلسان فصيح: السلام عليك يا نبي الله، فلما دخل الدار صارت الدار منورة. فقالت خديجة: ما هذا النور؟
قال: هذا نور النبوة، قولي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فقالت: طالما قد عرفت ذلك، ثم أسلمت.
فقال: يا خديجة إني لأجد بردا، فدثرت عليه فنام، فنودي: * (يا أيها المدثر) * الآية، فقام وجعل إصبعه في اذنه وقال: الله أكبر الله أكبر، فكان كل موجود يسمعه يوافقه (1).
وكان لبني عذرة صنم يقال له حمام، فلما بعث النبي (صلى الله عليه وآله) سمع من جوفه قائل يقول:
يا بني هند بن حرام (2) $ $ ظهر الحق وأودى حمام $ $ رفع الشرك الاسلام ثم نادى بعد أيام لطارق يقول: يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق، جاء بوحي ناطق، صدع صادع بتهامة، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى القيامة.
ثم وقع الصنم لوجهه فتكسر.
قال زمل (3) بن ربيعة: فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بذلك، فقال: كلام الجن المؤمنين، فدعانا إلى الاسلام (4).

(١) بحار الأنوار: ج ١٨ ص ١٩٦ - ١٩٧ ذيل ح ٣٠.
(٢) في نسخة المناقب: خرام.
(٣) في نسخة المناقب: زيد.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 87.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»