الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٠٧
قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ فقال:
يا ابن عباس إن أول ما كلمني به ربي أن قال: يا محمد انظر تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت حتى نظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلى السماء فكلمني وكلمته.
فقلت: يا رسول الله حدثني بما كلمك به.
قال: قال لي ربي: يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي.
فقال لي: قد قبلت، فأمر الله عز وجل الملائكة أن تسلم عليه، ففعلت، فرد عليهم السلام. ورأيت الملائكة يتباشرون، ثم ما مررت بصف من الملائكة إلا وهم يهنوني ويقولون: يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم.
فقلت: يا جبريل لم نكسوا رؤوسهم؟
قال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى علي ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله في هذه الساعة أن ينظروا إلى علي (عليه السلام)، فأذن لهم، فلما هبطت إلى الأرض جعلت أعلمه ذلك وهو يخبرني، فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر اليه كما رأيت من أمره (1).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قلت: يا رسول الله أوصني قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن عباس والذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي (عليه السلام)، وهو أعلم بذلك، فإن كان من أهل ولايته قبل عمله على ما كان فيه، وإن لم يكن من أهل ولايته لم يسأله عن شئ حتى يأمر به إلى النار، وأن النار لأشد غضبا على مبغضي علي منها على من زعم أن لله ولدا.
يا بن عباس لو أن الملائكة والأنبياء والمرسلين أجمعوا على بغضه لعذبهم الله بالنار، وما كانوا ليفعلوا.

(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»