مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٩٢
ونقل عن علي (عليه السلام) أنه قال: (سلوني عن طرق السماوات فاني أعلم بها من طرق الأرض) (1) وكان قد أفاض الله عليه لباس التطهير فإنه ما جرى عليه قلم التكليف إلا وقد طهره الله تعالى، حتى اعتنى رسول الله (ص) بتربيته وتهذيبه ثم بعد ذلك جانته ألطاف الله تعالى بدعوة رسول الله (ص) له فإنه (ص) قال وقد أدخل عليا وفاطمة وولديها تحت كساء: (اللهم طهرهم تطهيرا) (2) وقد تقدم ذكر الحديث، وكان قد صرف عن قلبه أقذار أكدار الدنيا وطهر نفسه عنها، فإنه نقل عنه الثقات انه في مقام عبادته ومقر مناجاته قال: (يا دنيا أبي تعرضت إذهبي عني فقد طلقتك ثلاثا) (3) وسيأتي تمام ذلك مستقصى إن شاء الله تعالى، وكان قد قطع عنه ما يشغله عن الله تعالى ورفع الحجاب عن قلبه وذهب بقلبه إلى ربه وصرف وجهه إليه حتى قال في بعض كلامه المروي: (لو كشف الغطا ما ازددت يقينا) (4) وسيأتي تمام بيانه إن شاء الله تعالى. وفي هذه النبذة المختصرة من

١ - شرح نهج البلاغة ٣: ١٠١، مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٤٨، غرر الحكم للآمدي: ١٩٣، الفضائل لابن شاذان: ٩٨، كشف اليقين: ٥٦، كشف الغمة ١: ١٣٠. وسيأتي ذكره في ص ١٢٥.
٢ - تقدم ذكره في ص ٣٥، ٣٦.
٣ - سيأتي تمام الكلام في ص ١٥٢ من هذا الجزء.
٤ - مناقب الخوارزمي ٣٧٤: ٣٩٥، شرح نهج البلاغة ٧: ٢٥٣ و 10: 142 و 11: 179 و 202، طبقات الشافعية الكبرى 4: 54، عين العترة: 22، ينابيع المودة 1: 203 / 8 و 2:
413 / 91 الصواعق المحرقة: 199.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»