مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٩٥
بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي أمير المؤمنين.
من شيعته وشيعة أبيه علي أمير المؤمنين، سلام الله عليك.
أما بعد: فإن الناس منتظروك ولا رأي لهم غيرك، فالعجل العجل يا بن رسول الله والسلام عليك ورحمته وبركاته (1).
فكتب جوابهم وسير إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فوصل إليهم وجرت له وقائع وقضايا لا حاجة إلى ذكرها، وآل الأمر إلى أن الحسين (عليه السلام) توجه بنفسه وأهله وأولاده إلى الكوفة ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
وكان عند وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة واجتماع الشيعة عنده وأخذه البيعة للحسين (عليه السلام)، كتب والي الكوفة - وهو النعمان بن بشير - إلى يزيد بذلك، فجهز عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، فلما قرب منها تنكر ودخل ليلا، وأوهم أنه الحسين (عليه السلام) ودخلها من جهة البادية في زي أهل الحجاز، فصار يجتاز بجماعة جماعة يسلم عليهم ولا يشكون في أنه هو الحسين (عليه السلام) فيمشون بين يديه، ويقولون: مرحبا بابن رسول الله قدمت خير مقدم. فرأى عبيد الله من تباشيرهم بالحسين ما ساءه وكشف أحواله وهو ساكت.
فلما دخل قصر الإمارة وأصبح جمع الناس وقال وأرعد وأبرق وقتل وفتك وسفك وانتهك وعمله وما اعتمده مشهور في تحيله حتى ظفر بمسلم بن عقيل وقتله وبلغ الحسين (عليه السلام) قتل مسلم، وما اعتمده عبيد الله بن زياد وهو متجهز للخروج إلى الكوفة، فاجتمع به ذوو النصح له، والتجربة للأمور، وأهل الديانة والمعرفة، كعبد الله بن عباس، وعمرو بن عبد الرحمن بن الحرث المخزومي، وغيرهما ووردت عليه كتب أهل المدينة من عبد الله بن جعفر، وسعيد بن

١ - انظر: الفتوح ٥: ٣٣، مقتل أبي مخنف: ١٦، الإرشاد ٢: ٣٧ بنحوه.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»