مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٩٨
بدر له شاهد والشعب من أحد * والخندقان ويوم الفتح قد علموا وخيبر وحنين يشهدان له * وفي قريضة يوم صيلم قتم مناقب قد علت أقدارها ونمت * آثارها لم ينلها العرب والعجم (1) الفصل الثاني عشر في مصرعه ومقتله (عليه السلام) وهو فصل مضمونه يسكب المدامع من الأجفان، ويجلب الفجائع لإثارة الأحزان، ويلهب نيران الموجدة على أكباد ذوي الإيمان، بما أجرته الأقدار للفجرة من الاجتراء وفتكها، واعتدائها على الذرية النبوية بسفح دمائها وسفكها، واستبائها مصونات نسائها وهتكها، حتى تركوا لمم رجالها بنجيعها مخضوبة، وأشلاء جثثها على الثرى مسلوبة، ومخدرات حرائرها سبايا منهوبة.
فكم كبيرة من جريمة ارتكبوها واجترموها!
وكم من نفس معصومة أزهقوها واخترموها!
وكم من كبد حرى منعوها ورود الماء المباح وحرموها!
ثم احتزوا رأس سبط رسول الله (ص)، وجثة الحسين (عليه السلام) بشبا الحداد، ورفعوه كما يرفع رأس ذوي الإلحاد على رؤوس الصعاد، واخترقوا به أرجاء البلاد بين العباد، واستاقوا حرمه وأطفاله أذلاء من الاضطهاد، وأركبوهم على أخشاب

1 - انظر: الفتوح 5: 81 ولم ترد الأبيات الثلاثة الأخيرة.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»