نجران على رسول الله (ص) ومعهم راهبان مقدمان يقال لأحدهما العاقب والآخر السيد، فدعاهم رسول الله (ص) إلى الإسلام.
فقال الراهبان: قد أسلمنا قبلك.
فقال: (كذبتما إنه يمنعكما من الإسلام ثلاثة: عبادتكم الصليب، وأكلكم الخنزير، وقولكم لله ولد).
قالا: هل رأيت ولدا بغير أب، فمن أبو عيسى؟ فأنزل الله تعالى: * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا) * الآية.
فلما نزلت هذه الآية مصرحة بالمباهلة، دعا رسول الله (ص) وفد نجران إلى المباهلة، وتلا عليهم الآية قالوا له: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك غدا.
فلما خلا بعضهم ببعض، قالوا للعاقب - وكان ذا رأيهم وصاحب مشورتهم -:
ما ترى من الرأي؟
فقال لهم: والله لقد عرفتم يا معاشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل فوالله ما لاعن قوم قط نبيا إلا هلكوا، فإن أبيتم إلا الإقامة على دينكم فوادعوا الرجل وانصرفوا.
فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله فخرج إليهم محتضن الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة خلفه وعلي خلفهما ويقول: (اللهم هؤلاء أهلي) قال الشعبي:
قوله تعالى: * (أبناؤنا) * الحسن والحسين (عليهما السلام) * (ونسائنا) * فاطمة * (وأنفسنا) * علي فقال لهم رسول الله (ص): (إذا أنا دعوت فأمنوا) فلما رأى وفد نجران