مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤١
تطهيرا) * (1) فهؤلاء أهل بيته المرتقون بتطهيرهم إلى ذروة الكمال، المستحقون لتوقيرهم مراتب الاعظام والإجلال، الموفقون لتأييدهم لانتهاج مناهج الاستقامة والاعتدال، المستبقون لتسديدهم إلى مدارج معارج الفضائل والأفضال:
هم العروة الوثقى لمعتصم بها * مناقبهم جاءت بوحي وإنزال مناقب في الشورى وسورة هل أتى * وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي وهم أهل بيت المصطفى فودادهم * على الناس مفروض بحكم وأسجال فضائلهم تعلو طريقة منتهى * رواة علوا فيها بشد وترحال (2) فهذه الأدلة من خصوص النصوص وصحاحها، ووجوهها في دلائلها من مصابيح صباحها، قد أرضعت فاطمة (عليها السلام) درة الفضيلة والشرف بصراحها، وصدعت ألفاظها الفصيحة ومعانيها البليغة في حقها بكمال امتداحها، فلهذا صار لهم (عليهم السلام) بواسطة فاطمة (عليها السلام) مزيد فضل ذي النهج إلى الشرف الواضح، وفضل مزيد ذو ميزان في اعتبار الفخار الراجح، وظهر بها أن فاطمة (عليها السلام) من أهل العبا الذين مدائحهم من المنائح، ومنائحهم من المدائح، والاستفتاح بهم إلى الله تعالى من أفتح المناجح، وأنجح المفاتح، فمن حاذر انتقال أعماله القبائح وآثر أقبال

١ - صحيح مسلم ٤: ١٨٨٣ / ٦١.
٢ - هذا الشعر للمصنف (رحمه الله) انظر: الغدير ٣: ١٠٩، الفصول المهمة: 29.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»