الفقيه الزاهد الخاشع الحي الحليم الحسن الخلق المقتصد المتعفف (1).
وقال (عليه السلام): طلاب العلم ثلاثة أصناف فاعرفوهم بصفاتهم ونعوتهم، فصنف طلبوه للمماراة والجدل، وصنف طلبوه للاستطالة والحيل، وصنف طلبوه للتفقه والعمل، فأما صاحب المماراة والجدل فمؤذ متأذ متعرض للمقال في أندية الرجال تحلى بتذكر العلم وخفة الحلم تسربل بالتخشع وتخلى من الورع فدق الله في هذا خيشومه وقطع منه حيزومه، وأما صاحب الاستطالة والحيل فذو خب وملق مستطيل على أمثاله وأشباهه لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره، وأما صاحب الفقه والعمل فذو كآبة وخشوع وأنابة وخضوع قد خشع في برنسه وقام الليل في حندسه يخشع داعيا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه وحباه مغفرته ورضوانه.
وقال (عليه السلام):
من تواضع للمعلمين وذل للعلماء ساد بعلمه، فالعلم يرفع الوضيع وتركه يضع الرفيع، ورأس العلم التواضع، وبصره البراءة من الحسد، وسمعه الفهم، ولسانه الصدق، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة أسباب الأمور، ومن ثمراته التقوى واجتناب الهوى وأتباع الحق (2) ومجانبة الذنوب ومودة الاخوان والاستماع من العلماء والقبول منهم، ومن ثمراته ترك الانتقام عند القدرة، واستقباح مقاربة الباطل، واستحسان متابعة الحق، وقول الصدق، والتجافي عن