مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٤٥
سرور في غفلة، وعن فعل ما يعقب ندامة، والعلم يزيد العقل (1) عقلا ويورث متعلمه صفات حميدة، فيجعل الحليم أميرا، وذا المشورة وزيرا، ويقمع الحرص، ويخلع المكر، ويميت البخل، ويجعل مطلق الفحش مأسورا، وبعيد السداد قريبا.
وقال (عليه السلام): الفقيه كل الفقيه من لم يقنط العباد من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه فقه، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في نسك ليس فيه ورع (2).
وقال في وصيته لكميل بن زياد: القلوب أوعية وخيرها أوعاها، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على الإنفاق والعمل، والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم والمال محكوم عليه، محبة العالم دين يدان بها، تكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته، مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، إن هاهنا - وأومى بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة، بل أصبت لقنا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بنعم الله على عباده،

١ - في نسخة (م) والبحار: العاقل.
٢ - ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٣: ٢٢٩ / ١٢٨٨، نثر الدر للأبي ١: ٣١٨، صفة الصفوة: ١: ٣٢٥، تذكرة الحفاظ: ١: ١٣، شرح نهج البلاغة ١٨: ٢٤٣ / 87، الطبقات الكبرى للشعراني 1: 20.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»